Monday, January 02, 2006

الكل ينتظر و لا تأتى الحافلة


و إنقضى عام الفراق بلا فراق جديد .. عاهدت عينى ألا تبصران سوى الأفق .. و عقلى ألا ينشغل بترهات الحمقى و أشباه الناس .. و قلبى ألا يلتفت لدقات من لا يدركون من الحب سوى ما شاهدوه فى أفلام بلهاء أو ما سمعوه من أصدقاء أكثر بلاهة.. عزمت أن أصبح تحت تصرفى الكامل دون مشاركة من أحد .. صرت أقرب لنفسى مما أتخيل .. أكثر خصوصية من أى وقت آخر .. مارست الفراق و مارسنى حتى بت لا أتألم بعده .. خبرت الفقد حتى مل قلبى البحث عما فقد .. فقط أمى لم تزل غصة الحلق .. و من عداها أرقام لا أهتم بإحصائها.. تخلصت من تلك النفايات الآدمية..و ذلك الصخب الذى كان يملأ رأسى بلا داع..لم يبقى سوى الصادقون يؤنسون وحشة الأيام ويضيئون ظلمتها .. و جلسنا نحتفل بانقضاء العام الردىء .. كانت الآمال تملأ الفراغ.. ضحكنا حتى البكاء .. و حينها لم نعد للضحك مرة ثانية .. لم يكن الضحك شديداً إلى حد البكاء .. بل كان الضحك ذريعة للبكاء ..فجروح العام الردىء كانت تطل من العيون النصف منطفأة .. و حين صار الرحيل حتمياً مع شعاع الضوء الأول ..كانت الوجوه التى تصفحتها فى طريق العودة تشى بأن شيئاً جديداً لم يحدث .. و كعادة كل صباح .. كان الكل ينتظر و لا تأتى الحافلة

ياسر 06

الصورة ل .. حمدى رض
ا

17 comments:

change destiny said...

و لذلك قررت منذ زمن لا أذكر معالمه ألا أنتظر تلك الحافلة أي أن أترك الحافلة و الزمن ينتظراني (بالعند في الدنيا كلها)

تدوينة قوية كالعادة

3arousa 7alawa said...

تنويعة رائعة على أوتار العزلة ومرارة الانتظار العادية.. هذا العام بالذات ترك ألم طازج بالنفس.. الحق المهضوم وذبح الرغبة في الحياة الكريمة على أعتاب العام الجديد.. تحية كبيرة لك وخجل مرير تجاه الأخوة المنكوبين بميدان مصطفى محمود..الذين شاهدت سحقهم بعيني فماتت عندي الرغبة في استقبال الشمس الجديدة

HERA said...

للمرة التانية حمدى رضا بيوقفنى كتييير قدام صورة
انا عاوزة اقولك انك بتعرف اوى تكمل الموضع بالصورة.. بيزودا لبعض ومحدش بينقص من التانى وللا يكمل من غيره
برافو عليك بجد

بعد الطوفان والجو شبورة said...

change destiny:أنا كمان قررت أعمل كدة .. ردودك بتعجبنى .. بتكمل اللى عاوز أقوله .. أشكرك على هذا التواصل

3arousa 7alawa : كلنا السنة دى سابت لنا عاهات مستديمة .. قدرنا نعيش مشروخين و أقوى .. و اللى حصل مع السودانيين ف مصر هايحصل نفسه للمصريين فى بلاد تانية و ف مصر ..
و التاريخ هايسجل .. إحنا ف هوان .. صلاح جاهين قال
لما بلد تنباع بجملتها ..تنباع رعيتها.. قطاعى .. و بالملاليم
والدور هاييجى

Hera : حمدى رضا ده شغلانة كبيرة جداً .. و الفكرة إن صورة حمدى بتلهمنى .. شكراً على رأيك .. و العلاقة بين الموضوع و الصورة ف ده بحكم المهنة

yara said...

انا كنت كاتبة تعليق لكن شدنى اللى كتبته عن السودانيين ..وفعلا اللى بيحصل هايحصل لينا جوة بلدنا طول ماحنا دمنا رخيص ومالناش تمن .. عاوزة اقولك ان ترويضك للفراق وتخلصك من الصخب والنفايات الادمية ده فى حد ذاته شىء جديد بيحصل وفى صالحك جدا
وبيظهرلك مؤشر ان الحافلة مابتجيش لحد مستنيها ... اعلا عليها وخليها تشب عشان تشوفك .. الصورة مرعبة بتلخص كل شىء

Unknown said...

تعمل ايه بقة لو جت وركبت وراحت بيك على حتة تانية غير اللى عاوز يوصلها قلبك وتهت

تعمل ايه لو جت وسايقها سواق اعمى او مجنون هتركب ولا لاء؟؟

خللي بالك يمكن يكون آخر اتوبيس ف الموقف ..

وتعمل ايه لو منتاش من اللى بيقدروا يستنوا ... مبتعرفش تصبر
كفروا يعنى اللى مبيعرفوش يصبروا ويستحملوا كفروا ... هه

Sekhmet said...

المشكلة ان ما فيش حل غير انك تستنى و تستنى وتستنى و لما تزهق و تقول خلاص انا حاكمل المشوار جرى مشى او حتى زحف تلاقى السواق فى وشك ويمسكك من الجاكتة و يربطك من ايدك فى رجلين المستنبن التانين
و يسيبك و يسيبهم

عشقك ندي said...

سيبوني أتوه وحدي عطشان انا عطشان
دي الدنيا توب قدي وما طيقش انا الغطيان
فعلا يا ريت الواحد يقدر يحذف من لا داعي لهم من قاموسه ويسقطهم من حساباته بس الغرابة يا أخي انهم كتييييير قوي

Mr-Biboooo said...

الكل ينتظر و لاتأتى الحافلة

لكن جايز نحن لا نراها

Eve said...

حتّى لو أتت الحافلة، سنتركها تسبقنا، ثمّ ننتظر أخرى فأخرى فأخرى. لعلّنا لا ننتظر الحافلات، بقدر ما نحبّ أن نلعب لعبة الانتظار..

change destiny said...

ايه يا عم في ايه ؟
الخرفان اشتكت .العيد خلص و انت لسة عمال تاكل تاكل . ايه مشفتش لحمة قبل كدة . فينك و فين تدويناتك ؟

islam yusuf said...

الضحك زريعه للبكاء
المتناقضات ماليه حياتنما و نحن فى انتظار حافله لتعبر بنا ابلى دار البقاء اقصد بر الآمان

بعد الطوفان والجو شبورة said...

أولاً آسف على الغياب .. الكمبيوتر عطلان

yara: ماتمناش إن اللى حصل ده يحصل فينا .. رغم ثقتى إنه هايحصل ..
بالنسبة للإنتظار .. أقلعت عن إنتظار ما لا يأتى

el.koptan : فيه جملة حلول لكل إشكالية .. لكن كل إناء ينضح بما فيه

أحمد فوزى : تيجى ماتجيش .. ماعادتش تفرق معايا .. أنا بس صعبان عليَّه العمر يضيع فى إنتظار عابث

geronimo : مش عارف إذا كنت زعلتك ف حاجة ؟؟
علشان داخلة شمال جامد :) !!
باهزر طبعاً
بس عموماً .. أنا باتكلم بشكل ذاتى .. بعد ما رحت 100 مشوار و ماوصلتش مرة .. ركبت غلط و إستنيت لما تحللت .. عرفت إن الإنتظار ده بحر بيسحب اللى ينزله بنعومة .. و من دوامة لدوامة و اللى بيغرق ما بيغرقش فجأة .. ف الآخر قررت إنى أموت بأى طريقة و على
حال .. إلا أن أموت إنتظاراً

rouby : أشكرك .. ونورت البلوج
على الشاطىء الآخر :السواق اللى بيجبرك على رحلة ماخترتيهاش ده خرافة .. زى أمنا الغولة .. والأشكيف .. و بقية الإخوة العفاريت .. و كل دى موروثات علشان نتعلم نخاف من المجهول .. ودايماً نختار اللى نعرفه بس .. و يفضل خوفنا من اللى مانعرفوش .. قصقصة ريش علشان مانطيرش .. و نفضل ندور فى الفلك المرسوم .. نستنى اللى نعرفه حتى لو هانضيع .. وفى النهاية هو إختيار .. بس ساعات بنسيب نفسنا نختار باللى إتربينا عليه و نرجع نقول إضطرار ..
نورت

بعد الطوفان والجو شبورة said...

عشقك ندى : آه هما كتير .. لكن و إيه يعنى .. ماتجرب كده

mr- biboooo: ماحنا مستنينها علشان مش شايفينها .. أو يمكن عشام مش شايفين غيرها

eve: إنتى جبتى آخرها .. نحن لا ننتظر الحافلات بقدر ما نحب أن نلعب لعبة الإنتظار .. ده المغزى ..شرفتى البلوج

change distney : أنا أهو جيت .. والله السبب مش الأكل .. ده أنا حتى العيد ده ماتقلتش أوى علشان تعبان .. يادوب هما خرفين تلاتة على 7 أو 8 صوانى فتة بس علشان القولون تاعبنى..
بصراحة أنا كنت فى إسكندرية كام يوم باحضر النوة .. ورجعت لقيت الكمبيوتر بايظ .. لكن لحمة إيه دى اللى تقعدنى ده كله .. اللحمة دى آخر حاجة أفكر فيها زى مانتى عارفة:) طبعاً

سهى : مش عارف والله أقوللك إيه .. كل شىء جايز طبعاً .. لكن ياريت تقرى تانى .. أهلاً بيكى

islam yousef: طبعاً حياتنا مليانة .. بس مش عارف حكاية دار البقاء دى هى بر الأمان و لا لأ بصراحة .. و نورت البلوج

Nour said...

جميلة بجد
:)

Anonymous said...

فعلا يا جماعة السنادي كانت سبحان الله اسوأ سنة في عمري و حاسة بعدها ان جوايا فتحة كبيرة بيعدي الهوا منها و بيوجع قوي.... يمكن في يوم تتقفل. ماعرفش

Anonymous said...

http://www.blogger.com/comment.g?blogID=19556864&postID=113616418303910116&page=1&token=1359102222722