Thursday, December 28, 2006
أيام ديسمبر الأخيرة
Wednesday, December 20, 2006
إظلام تدريجى
Thursday, December 14, 2006
بوح أخرس
Thursday, November 23, 2006
الوقت نزيف متصل
Friday, November 17, 2006
لا مفر
Saturday, November 04, 2006
لو مش هاتلحقينى ..إلحقى دول ..
Wednesday, October 25, 2006
Thursday, October 19, 2006
ربما يكون مغلقاً
- نقلاً عن مدونة عماد شباك صاحب التصميم و التدوينة الأصلية و مصصم التيزر و البوستر ..
بعد هوس بالسينما دام لسنوات ..و جنان و أحلام يقظة .. و هلاوس سمعية و بصرية ..و عشق محموم و خطرفة كل ليلة و تاركوفسكى و ألمودوفار
و
Thursday, October 12, 2006
فى الحِل و الترحال
Thursday, October 05, 2006
تقدر
Saturday, September 16, 2006
فرش متاع
Friday, September 08, 2006
نصف طريق
Tuesday, August 22, 2006
برة الإزاز
م الشوارع و الحوارى الضيقة
Saturday, August 05, 2006
إليك .. فستق مملح مرة أخرى
دون حضور موجود أنا .. موحود ..أغيب فى نوبات نوم مضطربة تفتقر إلى الرؤى و المنامات ..أدخن خلال صحوى علبة تبغ كاملة و أتظاهر بالتعاطف و الدهشة و الإندماج و أحياناً بالسعادة .. أستهلك أخبار الوطن و مئات الصور للقتلى بالنيابة..يباغتنى الشعور أحياناً بأنى نصف رجل .. نصف واعٍ لا أفعل شيئاً حيال ذلك .أقترف أشياء لا تشبهنى ..أفقد صديق كل مساء
لم يكن قد مر سوى شهور قليلة على وفاة والدتى .. حين أخبرنى والدى برغبته فى زيارة قبرها الكائن بضواحى حلوان .. كانت ثانى زيارة لنا .. كعادته دائماً إستعد مبكراً و طلب منى شراء باقة زهور مناسبة .. ليس لكونه أبى الذى لم تنجح كل خلافاتنا الفكرية فى طمس ذلك الإجلال القدسى الذى أكنه له سراً ..و لكنه كان دوماً مثار دهشتى وفضولى المعرفى .. كان أبى دوماً كخزانة أسرار فولاذية .. لم أطلع على نصف محتوياتها رغم سنواتنا معاً التى تربو على الثلاثين ..طالما إحترت فى فهم ذلك الرجل .. جنوبى النشأة .. صارم النظام حاد الملامح .. لا أنسى أبداً كيف كان يرغمنا على ترتيب أشيائنا بعد ظهر الجمعة من كل أسبوع .. حتى صرنا نكره الجمعة .. دروس الفرنسية الإجبارية فى طفولتى المبكرة جعلتنى أعرض عن الفرنسية رغم رغبتى فى تعلمها .. كنا دائماً نختلف .. لم ينجح فى أن يورث أى منا بعضاً من مميزاته رغم محاولاته الحثيثة لذلك .. ورثت عصبيته المنفلتة أحياناً ..عناده الصلب .. كانت كاريزما أبى و قدرته على كسب حب و إحترام كل من يعرف إسمه مثار إعجابى بهذا الرجل .. تقديسه لعمله ومبادئه .. كأنه خلق ليتبعه الآخرين .. تحيط به هالة من حوارييه أينما وجدته .. لكننا لم نتفق ..ظل كل منا يكن للآخر حباً لا يفصح عنه .. كان لا يفصح عن مشاعره مهما حدث .. لا أتذكر مرة ضمنى فيها أبى إلى صدره أو قبلنى بشوق و إن مر عام و نصف دون أن يرى كلانا الآخر .. كان فقط يعانقنى عناق خفيف و يربت على كتفى ثم يبتعد .. كأننا لم نتقابل منذ يومين .. كم شكت لى أمى- رحمها الله-من صلابته و قلة بوحه التى كانت تضجر حياتها معه.. كان ذلك يضحكنى و يحرضنى أن أتلقف شكواها بالمداعبات .. و كان الأمر ينتهى بها تدفعنى من فوق سريرها إلى خارج الغرفة و هى تقول " كده ..! طب قوم يا وسخ من هنا .. ما انت طبعاً زيه .. صعيدى " و أحياناً كانت تسبنى سبابأ قبيحاً تعلم أنه سيقتلنى ضحكاً لأنها لم تكن تجيده .. كان يخرج منها ركيكاً رقيقاً .. كان يعشق هو منها الشىء نفسه .. يستمتع بغيظها حتى تمازحه بسبة من النوع ذاته بطريقتها حتى يقهقه و تهز جلجلة الضحكة الجدران .. تعشق هى الفستق المملح و تدسه تحت وسادتها أو بين طيات ثيابها حتى لا يشاركها فيه أحد.. يعطيها أبى حبات قليلات و يستمتع بشجارها عندما تعاود طلب المزيد منه .. فيعطيها ليشاركها قزقزة بعد قليل .. يتمازحان كطفلين على حبات الفستق كان الأوتوستراد هو أسهل الطرق إلى قبر أمى برغم وحشته .. يقود أبى ببطء و دون أن يتفوه بشىء .. كنت فى المقعد الخلفى للسيارة و أخى الكبير إلى جواره كان هذا مقعد أمى دائماً .. بجوارى كانت باقة الورود التى إشتريتها ..لم أشتر ورد فى مناسبة كهذه من قبل .. أطبق علينا صمت ثقيل قطعه أبى و هو يناولنى شىء بيديه دون أن ينشغل عن الطريق .. مددت كفى أتناوله .. كانت بضع حبات من الفستق المملح وضعتها فى فمى و أنا غارق فى دهشتى عن سر ذلك الفستق الذى إكتشفت أن أبى يحمل منه كيساً كبير ملىء به..خاصة أنه لم يحب تناوله إلى هذا الحد .. إنتزعتنى تلاوة عبد الباسط التى تنبعث من مذياع السيارة من كل أفكارى .. غرقت فى ذكريات طفولتى التى كان صوت المذياع قاسماً مشتركاً فيهاخاصة ترتيل عبد الباسط صباحاً .. المدرسة و البرنامج العام .. و أمى توقظنى مبتسمة كل صباح .. قرص اللباليب حينما أشرع فى التمارض هرباً من عقاب ثقيل سيحل بى لعدم إنهاء واجبى المنزلى .. توقف صوت محرك السيارة فهبطنا .. ناولنى أبى وعائين بهما ماء ..تناول أخى أحدهما .. كنت أحمل باقة الزهور و أبى يحمل ثمة أكياس سوداء ممتلئة .. ربما ملابس لفقراء يسكنون المقابر .. كانت عينيه تختفيان تماماً وراء نظارته الشمسية الداكنة.. أمام باب المقبرة الحديدى المغلق بقفل يغلفه كيس بلاستيك ليمنع صدأ القفل .. أخرج أبى مفتاحه و بدأ فتح القفل .. لكنه لم ينفتح .. حاول مرة أخرى لكنه لم يفلح .. هنا أخرج من كيسه الأسود أنبوبة حقن رفيعة بها قليل من زيت نفاذ الرائحة .. أى رجل هذا !! أى نظام و أى أفكار و حسابات تجرى فى رأسه .. يعمل حساب لكل شىء .. أى خبرة تلك و أين تلقنها و متى .. يفاجئنى إلى الآن بتفاصيله الغير متوقعة ..لا فائدة .. قالها و هو يدق فوق القفل الكبير بغية كسره .. ثم أخرج وعاء الماء و أخذ يحاول رش الصبارة الوحيدة القابعة فى ركن المقبرة بالماء من الفتحات الضيقة المتوازية للباب الحديدى .. عبثاً كان يحاول وصلت بضع قطرات قليلة إلى الصبارة التى كانت توشك أن تذبل .. قررنا أن نقرأ لها القرآن أمام الباب الموصد .. و نكتفى بالبقاء أمام قبرها من الخارج على أمل أن نهشم القفل بأدوات خاصة فى الزيارة القادمة .. أنهينا القراءة و الدعاء .. إلتصقت بالباب أكثر و أنا أنثر الورود من فتحات الباب الضيقة ..كنت أهمس لها بسر عميق .. بينما كانوا يستعدون للمغادرة .. إقترب أبى من الباب حتى صار بجوارى تماماً و هو يلقى بورود كانت فى يده و هو يتمتم بشىء لم أسمعه .. على وجهه تعبير لن تفلح كلماتى فى وصفه .. ذهبت أعاون أخى فى حمل بقية الأشياء و أدع لأبى لحظات ربما يهمس لها بشىء كما فعلت و أخى .. لكن صوت عجيب أوقفنى و أنا فى طريق الخروج .. فالتفتت لأرى أبى و هو يخرج من كيس يحمله كل ما تبقى من حبات الفستق المملح التى يحملها و ينثرها من فتحات الباب الضيقة ..يتمتم بكلمات لم أسمعها و تنزلق على وجنته دمعة لم تفلح نظارته
الداكنة فى مداراتها
Thursday, July 20, 2006
نفس المشهد مكرر
نفس المشهد مكرر
و الكاميرا هى هى
يمكن نفس اللى صور
أطلال العزيزية
هاتلاقى كل صورى
موجودة ف ألبوماته
هاتشوفنى مرة بابكى
جنب الناس اللى ماتوا
و تشوفنى مرة تانية
طفل فى مخيماته
و تشوفنى مرة تالتة
فدائى ببندقية
نفس المشهد مكرر
و الكاميرا هيَ هيَ
شاعر مش فاكر اسمه
Monday, July 10, 2006
رائحة انتظارك
Sunday, June 25, 2006
القاهرة
Thursday, June 01, 2006
إلحقينى
Monday, May 29, 2006
ما بيننا
Monday, May 22, 2006
عن حب الحياة
إختلف الفقهاء حول التسمية .. هل هى تفريجة كما قال الفقيه ابن رشوان " الذى بداخله البحر" أم تدبيسة كما ورد فى أوراق ابن الزهيرى صاحب المدونة الشريرة ذات النصوص العسيرة " سوء تفاهم " .. لكن من دواعى السرور أن الفقيهين العالمين ببواطن الأمور ,, على إختلافهما الحاد إتفقا بشكل جاد على دعوتى للجدال والإجابة على ذات السؤال .. لذا قررت أن أستقطع من الوقت ما أمكن و أرد بالتى هى أحسن ........
بجد سؤال بسيط لكن مش سهل تجاوب عليه من غير ماتقلب دماغك و تشغل حواسك كلها و تفتح صندوق ذكرياتك وتطلع أجمل ما فيه و تتخيل كل اللى مستنيه م الدنيا و عايش علشانه .. قد ما اعرف هاحاول
القشعرة الباردة اللى بتسرى ف جسمى لحظة ما اسمع جملة مزيكا تمس إحساسى بدون سابق تمهيد
تحية الجمهور فى المسرح لما أقدم فن راضى عنه و الناس تصقف جامد و خصوصاً الناس اللى ما اعرفهمش
أول بوسة لشفايف بتحبها -خصوصاً لو جرس الباب مارنش و انتوا مع بعض -
لما اكون فى حالة وجد شديدة وصادق جداً و مصدق و عينيه يدمعوا من التأثر
لما أشيل بإيديا طفل لسة مولود حالاً أول مرة - خصوصاً لو باحب أمه وأبوه -
مفاجآت صحابى لما يرتبوها من ورايا و يحبكوها كويس لحد ما اصدق و ألاقى نفسى قدام حاجة كان نفسى فيها فجأة
يفط المحلات القديمة جداً و بقايا إعلانات الشوارع بتاعت زمان
لما ننسى و نتحول عيال من غير اتفاق و نلعب فى الشارع بورقة أو إزازة فاضية و احنا بنضحك م اللى بنعمله
ساعتين الفجر ع البحر فى الشتا لوحدنا خالص و انا نايم على رجلها و صوابعها بتلاعب شعرى
ريحة شعر أبويا الطيبة
لما اشترى هدوم جديدة حاببها و بيرفيوم كان نفسى فيه
لما اسافر الفجر لوحدى بلد جديدة
أول تجربة جنس مع واحدة باحبها
الصبح بدرى قبل الناس ماتصحى ف بلكونة عالية و انا منى للسما
ريحة المطر -ريحة الدنيا بعد المطر -
العلامات لما تتحط ف طريقى علشان أعرف إنى صح
لما انفذ فن زى ما بتخيل بالظبط
لما طفل يضحك ف وشى بدون سبب
الفكرة لما ابقى عارف وانا بافكر فيها انها جديدة لانج
ريحة البن المحمص و طعم الفسدق
سندوتشات الكبدة الإسكندرانى و السجق والبيرة الساقعة
أول سيجارة بعد الصيام
وانا باتفرج على فيلم باحبه و دماغى مشَعَّرة على خفيف
حضن لحد بتحبه و واحشك أوى
منظر الجليد - من غير برده -
الشارع لما يبقى بتاعى - انا ماشى فيه لوحدى مبسوط و باغنى بصوت عالى -
ريحة بشرة الأطفال - خصوصاً حديثى الولادة
أطلب من كل اللى قرا التدوينة القيام بنفس الشىء دون تخصيص " علشان مانساش حد "
Sunday, May 14, 2006
مدرسة للسينما المستقلة
جيزويت القاهرة مركز التدريب على صناعة الفيلم القصير
روائي / تسجيلي / تجريبي .
مدة الدراسة تسعة اشهر بداية من شهر مايو 2006 يدرس فيها المتدربون اربعة مواد اساسية وهي السيناريو والاخراج والتصوير والمونتاج
بهدف التدريب على صناعة فيلم الديجيتال منخفض التكلفة باستخدام ادوات الانتاج وهي الكاميرا وادوات تسجيل الصوت ووحدة المونتاج والميكساج فقط
بهدف صناعة افلام ديجيتال مستقلة - بانواعها الروائي القصير والتسجيلي والتجريبي- تعبر عن افكارهم ورؤيتهم وذلك عن طريق تدريبهم للوصول الى افكار افلامهم وتطويرها وصناعة هذه الافلام بدون اي ميزانيات لينتهي تدريب المتدربين في المدرسة بانجاز كل منهم لثلاثة افلام ديجيتال قصيرة فيلم روائي وفيلم تسجيلي وفيلم تجريبي
سيتم العمل في المدرسة بمعدل لقاء واحد في الاسبوع بواقع اربع لقاءات شهرية لتطوير الافكار وصياغة السيناريوهات والتدريب على اساليب تنفيذها والتدريب على حرفيات عمل المخرج والتدريب على التصوير والمونتاج
هذا بالاضافة لتوفير مونتير محترف لمعاونة المخرجين في تحقيق افلامهم في نهاية المشروع لخروج اعمالهم بالمستوى اللائق
في النهاية سيتم عرض هذه الافلام في مهرجان افلام الديجيتال المستقلة الذي ستنظمه الجمعية في شهر ديسمبر من عام 2006
ويبقى للمخرجين صناع هذه الافلام الحق الفني والادبي الكامل في افلامهم مع احترام ملكيتهم الفكرية لافلامهم في النهاية ولهم حق التصرف االكامل في افلامهم بعد انتهائهم منها
للإستعلام والإتصال
جمعية النهضة العلمية و الثقافية ( جيزويت القاهرة )
تليفون : 5920909
ملحوظة : آخر ميعاد للتقدم 19 /5 / 2006
Thursday, May 04, 2006
نوبة ما قبل الرحيل
Saturday, March 25, 2006
الحاصل
Monday, February 06, 2006
يا بلد .......
ماكنتش ناوى أقبح على البلوج لكن مش قادر أمسك لسانى .. ماحدش يزعل لو قلت أحااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. و خخخخخخخخخخخخخخخخخخ.. لأن اللى بيحصل فوق التخيل .. عبارة تغرق ف 7 دقايق!!!!! .. و يموتوا بالآلافات مصريين م اللى دمهم أرخص م العرقسوس .. و بدل ما يعزوا أهاليهم يضربوهم بالقنابل المسيلة للدموع!!! .. هما ناقصين دموع يا ولاد الوسخة؟!! .. هو احنا حيلتنا ايه غير الدموع؟!! .. دايماًً دموع "على رأى حمادة هلال " .. نفس المشهد مكرر .. قطر الصعيد .. قطر كفر الدوار .. مسرح بنى سويف .. و زمان كان فيه سالم إكسبريس .. دايرة بنت وسخة بتكرر .. مسلسل سخيف ممل من بتوع الساعة 7.15 بيعيد نفسه .. و كل مرة كام ألف جنيه تعويض على كام برقية عزا على كام مسئول يزوروا الضحايا ف المستشفيات عشان يتصوروا جنبهم - و طبعاً المصابين بيبتسموا و مرتاحين م الرعاية اللى ف المستشفى - و يقولوا إن السيد الوزير انتقل لموقع الحادث و اطمئن على صحة المصابين بنفسه .. و طبعاً اللى ف الصور دول مش مصابين و لا نيلة .. دول كومبارسات من مكتب ترك الريجى أو من قهوة بعرة .. الواحد ب 20 جنيه .. أو ببلاش يمكن علشان المرة دى المهمة وطنية.. احا يا بلد .. ماحدش يزعل على السودانيين لما يتفشخوا ف بلدنا .. ما احنا بنتفشخ من أيام الكتابة المسمارية و لسة ياما .. و للعلم دى حلقة م المسلسل و لسة حلقات كتير جاية .. و الفرجة للدجى .. و لسة هاندمع لما عينينا تبيض .. حيلتنا إيه غير الدموع و الدعا .. أفيون الغلابة ... 60 أحا يابلد ..
يا بلد عاوزة ولد ........ بس انا مش فاضى
Saturday, January 21, 2006
فستق مملح
مهما حدث .. لا أتذكر مرة ضمنى فيها أبى إلى صدره أو قبلنى بشوق و إن مر عام و نصف دون أن يرى كلانا الآخر .. كان فقط يعانقنى عناق خفيف و يربت على كتفى ثم يبتعد .. كأننا لم نتقابل منذ يومين .. كم شكت لى أمى- رحمها الله-من صلابته و قلة بوحه التى كانت تضجر حياتها معه.. كان ذلك يضحكنى و يحرضنى أن أتلقف شكواها بالمداعبات .. و كان الأمر ينتهى بها تدفعنى من فوق سريرها إلى خارج الغرفة و هى تقول " كده ..! طب قوم يا وسخ من هنا .. ما انت طبعاً زيه .. صعيدى " و أحياناً كانت تسبنى سبابأ قبيحاً تعلم أنه سيقتلنى ضحكاً لأنها لم تكن تجيده .. كان يخرج منها ركيكاً رقيقاً .. كان يعشق هو منها الشىء نفسه .. يستمتع بغيظها حتى تمازحه بسبة من النوع ذاته بطريقتها حتى يقهقه و تهز جلجلة الضحكة الجدران .. تعشق هى الفستق المملح و تدسه تحت وسادتها أو بين طيات ثيابها حتى لا يشاركها فيه أحد.. يعطيها أبى حبات قليلات و يستمتع بشجارها عندما تعاود طلب المزيد منه ..
فيعطيها ليشاركها قزقزة بعد قليل .. يتمازحان كطفلين على حبات الفستق
كان الأوتوستراد هو أسهل الطرق إلى قبر أمى برغم وحشته .. يقود أبى ببطء و دون أن يتفوه بشىء .. كنت فى المقعد الخلفى للسيارة و أخى الكبير إلى جواره كان هذا مقعد أمى دائماً .. بجوارى كانت باقة الورود التى إشتريتها ..لم أشتر ورد فى مناسبة كهذه من قبل .. أطبق علينا صمت ثقيل قطعه أبى و هو يناولنى شىء بيديه دون أن ينشغل عن الطريق .. مددت كفى أتناوله .. كانت بضع حبات من الفستق المملح وضعتها فى فمى و أنا غارق فى دهشتى عن سر ذلك الفستق الذى إكتشفت أن أبى يحمل منه كيساً كبير ملىء
به..خاصة أنه لم يحب تناوله إلى هذا الحد .. إنتزعتنى تلاوة عبد الباسط التى تنبعث من مذياع السيارة من كل أفكارى .. غرقت فى ذكريات طفولتى التى كان صوت المذياع قاسماً مشتركاً فيهاخاصة ترتيل عبد الباسط صباحاً .. المدرسة و البرنامج العام .. و أمى توقظنى مبتسمة كل صباح .. قرص اللباليب حينما أشرع فى التمارض هرباً من عقاب ثقيل سيحل بى لعدم إنهاء واجبى المنزلى ..
توقف صوت محرك السيارة فهبطنا .. ناولنى أبى وعائين بهما ماء ..تناول أخى أحدهما .. كنت أحمل باقة الزهور و أبى يحمل ثمة أكياس سوداء ممتلئة .. ربما ملابس لفقراء يسكنون المقابر .. كانت عينيه تختفيان تماماً وراء نظارته الشمسية الداكنة.. أمام باب المقبرة الحديدى المغلق بقفل يغلفه كيس بلاستيك ليمنع صدأ القفل .. أخرج أبى مفتاحه و بدأ فتح القفل .. لكنه لم ينفتح .. حاول مرة أخرى لكنه لم يفلح .. هنا أخرج من كيسه الأسود أنبوبة حقن رفيعة بها قليل من زيت نفاذ الرائحة .. أى رجل هذا !! أى نظام و أى أفكار و حسابات تجرى فى رأسه .. يعمل حساب لكل شىء .. أى خبرة تلك و أين تلقنها و متى .. يفاجئنى إلى الآن بتفاصيله الغير متوقعة ..لا فائدة .. قالها و هو يدق فوق القفل الكبير بغية كسره .. ثم أخرج وعاء الماء و أخذ يحاول رش الصبارة الوحيدة القابعة فى ركن المقبرة بالماء من الفتحات الضيقة المتوازية للباب الحديدى .. عبثاً كان يحاول وصلت بضع قطرات قليلة إلى الصبارة التى كانت توشك أن تذبل .. قررنا أن نقرأ لها القرآن أمام الباب الموصد .. و نكتفى بالبقاء أمام قبرها من الخارج على أمل أن نهشم القفل بأدوات خاصة فى الزيارة القادمة .. أنهينا القراءة و الدعاء .. إلتصقت بالباب أكثر و أنا أنثر الورود من فتحات الباب
الضيقة ..كنت أهمس لها بسر عميق .. بينما كانوا يستعدون للمغادرة .. إقترب أبى من الباب حتى صار بجوارى تماماً و هو يلقى بورود كانت فى يده و هو يتمتم بشىء لم أسمعه .. على وجهه تعبير لن تفلح كلماتى فى وصفه .. ذهبت أعاون أخى فى حمل بقية الأشياء و أدع لأبى لحظات ربما يهمس لها بشىء كما فعلت و أخى .. لكن صوت عجيب أوقفنى و أنا فى طريق الخروج .. فالتفتت لأرى أبى و هو يخرج من كيس يحمله كل ما تبقى من حبات الفستق المملح التى يحملها و ينثرها من فتحات الباب الضيقة ..يتمتم بكلمات لم أسمعها و تنزلق على وجنته دمعة لم تفلح نظارته الداكنة فى مداراتها
Monday, January 02, 2006
الكل ينتظر و لا تأتى الحافلة
و إنقضى عام الفراق بلا فراق جديد .. عاهدت عينى ألا تبصران سوى الأفق .. و عقلى ألا ينشغل بترهات الحمقى و أشباه الناس .. و قلبى ألا يلتفت لدقات من لا يدركون من الحب سوى ما شاهدوه فى أفلام بلهاء أو ما سمعوه من أصدقاء أكثر بلاهة.. عزمت أن أصبح تحت تصرفى الكامل دون مشاركة من أحد .. صرت أقرب لنفسى مما أتخيل .. أكثر خصوصية من أى وقت آخر .. مارست الفراق و مارسنى حتى بت لا أتألم بعده .. خبرت الفقد حتى مل قلبى البحث عما فقد .. فقط أمى لم تزل غصة الحلق .. و من عداها أرقام لا أهتم بإحصائها.. تخلصت من تلك النفايات الآدمية..و ذلك الصخب الذى كان يملأ رأسى بلا داع..لم يبقى سوى الصادقون يؤنسون وحشة الأيام ويضيئون ظلمتها .. و جلسنا نحتفل بانقضاء العام الردىء .. كانت الآمال تملأ الفراغ.. ضحكنا حتى البكاء .. و حينها لم نعد للضحك مرة ثانية .. لم يكن الضحك شديداً إلى حد البكاء .. بل كان الضحك ذريعة للبكاء ..فجروح العام الردىء كانت تطل من العيون النصف منطفأة .. و حين صار الرحيل حتمياً مع شعاع الضوء الأول ..كانت الوجوه التى تصفحتها فى طريق العودة تشى بأن شيئاً جديداً لم يحدث .. و كعادة كل صباح .. كان الكل ينتظر و لا تأتى الحافلة
ياسر 06
الصورة ل .. حمدى رضا