Thursday, December 28, 2006

أيام ديسمبر الأخيرة

إنت و انا
إنت و انا
إنت و انا
أيام كتير
وشهور كتير
و سنين كتير
كلها كانت ديسمبر
شهر واحد ف السنة
لكن أخير
برد و مطر وانا فيه لوحدى
الزمان
صورة جمال
وهى مشدودة بخيوط العبط
متشعلقة ف كنا وكان
المكان
عيال كتير
حوش كبير
جوة بيت
جوة حارة
عليها يافطة نحاس قديمة
السلم المكسور حدفنى جوة حجره
راجل عجوز
طبطب عليا بعين حزينة
(مش تحاسبى)
سكاكين كتير من عنده رشقت جوة قلبى
اتحفر جوايا وشه
نظرة عينيه التعبانين
وعملته بالصلصال ملك
على كرسى عرش كبير .. كبير
و عملته بالصلصال ملك
لابس حرير
كنت لسة يادوب .. يا دوب
باقدر أجيب كرسى صغير
و اطلع عليه اشب اطول
صندوق قماش أمى الكبير
و اسرق شريطة
لونها أحمر
تبقى جميلة
لو كات طويلة
و كات حرير
و اعقد فيونكة كبيرة خالص
و اخرج أطير
أسبق بنات كل الحارات
كنت لسة يادوب
بعرف .. بحس هو إيه طعم الحاجات
أول فرح
جواب صغير جوة منه ملبسة
و سؤال برىء غبتى ليه م المدرسة
حسيت ساعتها إنى بنت
ليا رسم
وليا كسم
وليا قد
و صوتى لو غنّى يشد
أول الخوف الكبير
جوة قلب الفصل ف الدرج الأخير
و إيديك بترفع حبة حبة
من تحتى ديل المريلة
كنت لسة يادوب .. يادوب
بعرف .. بحس يعنى إيه كلمة حبيب
أول خصام
أول خصام ما بينا كان
و انا بسرق الرز ف جيوبى
عشان أأكل الحمام
و انت بتصيد اليمام
بتلمه ميت جوة شنطة مخططة
كوابيس فظيعة
خوف .. قلق
قرف .. صداع
وحاجات كتير متلخبطة
أول عطش
لما ماقدرتش أقوللك
السلم المكسور حدفنى ف حجر مين
مين العجوز اللى عملته بالصلصال ملك
على كرسى عرش كبير كبير
مين العجوز اللىإتحفر جوايا وشه
و انحنى مع ضهره ضهرى
يوم ما شرحلى بنظرة واحدة
يعنى إيه راجل فقير
صحيت و نمت عجوزة زيه
جوة روحى و جوة قلبى كرمشة
و تجاعيد كتير
و الهوان
بنت الجيران
شباك جديد إتفتح على دنيا تانية
بتبص منه على فصل تانى
و درج تانى
و حلم تانى
وقرب تانى
وفرحة تانية
أصعب دموع و ايديك بتفلت من إيديا
قلبك خلاص بيروحلها
على مهلها
على مهلها و مهلك .. بموت
أول خضوع
وانا خايفة وحدى م الرجوع
و الكون شتا
و دموع كتير
إنت و انا
إنت و انا
إنت و انا
أيام كتير
و شهر كتير
وسنين كتير
كلها كانت ديسمبر
شهر واحد ف السنة
لكن أخير
برد و مطر
وانا فيه لوحدى
كوثر مصطفى .. ديوان حكاية ديل حصان
الصور ل .. كريج باربر

Wednesday, December 20, 2006

إظلام تدريجى

غياب بنكهة الحضور أفضل من حضور غائب .... فلتنسحق كل ثرثرة لا تجدى و كل كلمة رخيصة مبتذلة .... قريباً سأدمن الصمت و أقطع أذنى قرباناً لآلهة الإفك المنتظر .. و ربما أطلب منكم الصفح لأتطهر من تمردى و حماقتى و بذائاتى ..غفرانكم لخائب ضال .. أتوب فاقبلونى ناسك مخلص فى محراب الشك
و المجد لكم فى الأعالى

Thursday, December 14, 2006

بوح أخرس

حزنى معتق وأصيل يستوطن منذ التكوين .. تألفه النفس .. و يبرق فى النظرة .. و تفوح رائحته فى ابتسامتى رغماً .. الحزن مقيم يقبع فى أعمق ثنايا الروح

Thursday, November 23, 2006

الوقت نزيف متصل


أنا المبعثر فى الطرق و أنت المنسحبة من الميدان بالخيبة .. نسير متجاورين كقضيبى قطار لا يعرف الوصول .. متجاورين إلى الأبد دون لقاء.. هكذا تلاحقنا اللعنة .. و الوقت قطار فوق رؤوسنا لا يصل و لا يحيد ..
هكذا الساعات عقاربها تلدغ من لا يقيم لها وزناً و لا يعرف حسابها فتصيبه لعنتها .. ندنو بغير إقتراب برغم نبل الحلم .
.واللعنة جب من خوف معتم تحول دون تماس .. الأمنيات ريح لا تواتى
و الصبر حيلة العجائز فى إنتظار القضاء ..
والوقت نزيف متصل

Friday, November 17, 2006

لا مفر


أنا لا أملك ألا أضىء
إذا أذن الله أن تسطعى
و ليس بوسعى ألا أجىء
و ليس بوسعك ان ترجعى
فلا البحر ينكر أمواجه
و لا العين تكفر
بالأدمع
فقير أنا
غير أن النجوم
تنام و تصحو على إصبعى
ولست وسيماً و لكننى
أكون وسيماً
و انت معى
أحمد بخيت .. ديوان جزيرة مسك

Saturday, November 04, 2006

لو مش هاتلحقينى ..إلحقى دول ..




حلوة كلمة خالو .. طول عمرى باحبها ..
بس بقيت كل مرة باسمعها بخاف و باحس إنى مش قدها و إنها أكبر منى
مش جدير بيها يمكن ! و خايف أندم إنى إتمنيت إنكوا تكبروا ف مصر .. مش عارف أكون مقنع و انا كل أملى أهرب منها
مش عارف أكون متسق و واضح .. خالو مش كداب و مش منافق و مش جبان ... بس .... مش عارف بقى
جايز تكون حالتى إتأخرت و متلحقتش !و إحتمال مش عارف أبقى خال أصلاً
بس الأكيد إن مصر بقت تخوف
و إنى خايف
الصور ل ولاد أختى .. شادى و تيا

Wednesday, October 25, 2006

أحا يا مصر .. ماعادش كلام ..

نقلاً عن الوعى المصرى .. ما حدث فى " المبولة " المعروفة ب وسط البلد






Thursday, October 19, 2006

ربما يكون مغلقاً

  • نقلاً عن مدونة عماد شباك صاحب التصميم و التدوينة الأصلية و مصصم التيزر و البوستر ..



    بعد هوس بالسينما دام لسنوات ..و جنان و أحلام يقظة .. و هلاوس سمعية و بصرية ..و عشق محموم و خطرفة كل ليلة و تاركوفسكى و ألمودوفار
    و
سكورسيزى قبل الأكل و بعده فى كبسولات و حقن وريد وعضل (((((: 1
نجح الصديق العزيز سولو الشهير ب شريف الزهيرى فى إنجاز أول أفلامه "ربما يكون مغلقاً" .. و رغم إن الفيلم ده هو أول تجربة ليه مع صناعة الأفلام - بعد الفرجة الكتيير - و رغم إنه فعلاً ماوقفش فعلاً فى لوكيشن تصوير قبل كدة زى ما قال إلا إن تجربته خرجت أنضج من تجارب كتير لناس عملت 3 و 4 أفلام و لسة تجربتهم نية وناقصة سوى
مش هاعرف أتكلم عن الفيلم أو أقيمه بحيادية مش بس علشان تحيزى لصاحبى لكن كمان باعتبارى أحد المشاركين فى التجربة .. كممثل
ربنا يستر بقى و يكون فى عون اللى هايتفرجوا-1-
.. لكن بجد مجهود جميل من كتابة السيناريو ل كريم قنديل الذكى الإنتاج نرمين نزار المخلصة المونتاج ل عماد ماهر الملون دائماً-
sofa التصوير ل إسلام كمال و الموسيقى ل ..
و التمثيل للجميلة .. فرح يوسف و الفقير إلى الله ياسر عبدالنعيم اللى هو أنا بقى و أعوذ بالله من كلمة بقى:))))1
أخيراً أتمنى إن التجربة تكون عند حسن الظن و أياً ما كانت النتيجة يكفى إخلاص الناس اللى بذلت مجهود فى التجربة دى بجد
العزيز شريف .. ألف مبروك يا واد و عقبال الجايات يا شركة .. و بجد بجد ماحسيتش و لا مرة و احنا بنصور إنك بتشتغل الشغلانة دى لأول مرة .. و شكلك عملت أفلام قبل كدة و بتصيع .. إطلع من دول يا تنين و اعترف !!1
بالتوفيق دايماً
اللى صممه و صمم البوستر عماد شباك مع ملاحظة ضغط الألوان و جودة الصورة حتى تناسب العرض
ربما يكون مغلقاً teaser و ده لينك لل

Thursday, October 12, 2006

فى الحِل و الترحال

طريق أصم .. وحشة داكنة و بقايا ذكرى تلوح كلما أمطرت .. قلب جففه الظمأ للحياة و زاد نفد قبل إرتحاله
و حقيبة فوق الكتف يختصر فيها وطن يضيق كل ليلة متضائلاً .. هم كل رفاقه فى رحيله المنحدر بغير عودة ..
لم يكن سوى مارق منهك قرر أن يحِل بوطن عابر لكنه ضل البقاء إلى رحيل لم يبرحه .. يتبعه كلعنة سرمدية
..أدرك أنه
سيبقى هكذا..بلا أمل
.. ما من حل
.. أينما حَل إرتحَل

Thursday, October 05, 2006

تقدر

تقدر ترجع طفل وليد
تقدر تحزن ليلة عيد
تقدر تمسح دمع عيونك
قبل ما يلمس كف الإيد
تقدر !!؟
تقدر تمشى ف هم الناس
قلبك مدنة و شوقك كاس
تبقى حكاية أرض وحيدة
تحكى سطورها ب سن الفاس
بس إن شخبط قلمك مرة
إوعاك تقطع م الكَراس
تقدر ترسم كون شفاف
تبقى النون والحلم الكاف
تغضب لو ألوانك رفضت
تفصل بين كل الأوصاف
بس إن شفت الحلم بيرجف
إوعاك تقبل كون خواف
تقدر ترجع طفل وليد
تقدر تحزن يوم العيد
تقدر تمسح دمع عيونك
قبل مايلمس كف الإيد
بس ف مرة إوعاااااااك تعشق
وانت ف صدرك قلب شهيد
تقدر
إسلام حامد
الصورة.. حمدى رضا

Saturday, September 16, 2006

فرش متاع





كان الأمر أشبه بالتخلص من منغصات العيش و تبادل الأطروحات و تواصل محدود عبر وسيط يمكن استخدامه فى أغراض محددة .. كتجربة شيقة إذن بدا لى ذلك الشأن الإليكترونى الغامض -" التدوين"- فى بدايته .. بمرور الوقت ذاب ذلك الغموض حتى تلاشى تقريباً ليصير متعة أختلسها بين الحين و الآخر .. لأزيح عن روحى بعض أثقالها .. لم تراودنى فكرة الحصول على جائزة المدون المثالى أو جائزة الدولة التقديرية فى التدوين بالعربية .. و لا أصنف نفسى كمدون أساساً .. فالتدوين عمالقته و أنا فعلاً على هامش التدوين ..فقط أكتب ما يدور برأسى من أفكار و تداعيات دون إعداد مسبق أو حتى مراجعة .. دائماً كتابة أولى ووحيدة أنشرها أولاً ثم أكتشف ما بها من أخطاء فيما بعد .. ربما ذلك الفضاء الشخصى -كما أراه - هو ما كان ينقصنى ..كتبت فى شئون خاصة أحياناً .. لم أفترض هذه المساحة للشأن العام و إن كان فهو من زاويتى الخاصة و كما يبدو لى .. شيئاً فشيئاً بدأت فى التعرف على ملامح ذلك الكوكب الإفتراضى بكائناته و قوانينه الخاصة .. أتلمس بحذر كل ما يقع عليه بصرى .. أقرأ لآخرين و أعلق أو ألتزم الصمت .. أتفاعل بشدة أقبل و أرفض و أعارض و أنتقد أحياناً و لكن دون تعمد لفت انتباه .. حاولت أن أحافظ على مسافة فاصلة تسمح لى برؤية أوسع نسبياً دون تورط .. قاومت شغفى بمعرفة البعض و هوسى بالتفاصيل الإنسانية المختبئة بين طيات تلك الأروقة و الدهاليز الأليكترونية لتظل الصورة المتخيلة الإفتراضية كما هى .. أعرف أن الواقع أكثر سطحية و هشاشة لكننى لم أتصور أن يحمل بكل سخافته كل هذه المفارقات و التناقضات المريعة .. أن يتقيأ المرء ذاتاً افتراضية لا تمت لذاته بصلة مستتراً خلف اسم مفترض ليطرح شخصاً بديلاً لم يجرؤ أن يكنه يوماً .. كم من صفحات تكتظ بالأكاذيب .. ينصب أحدهم إلهاً للحرية ليدون بكلتا يديه بينما أغلال قدميه تمتد إلىما وراء باب غرفته الموصد من الخارج.. بماذا يشعر حين تلامس رأسه الوسادة عندما يرقد فى فراشه وحيداً .. بماذا تفكر سيدة التدوين الإيروتيكى الأجوف كل ليلة بعد كتابة ثلاث تدوينات بعضها لا يحمل سوى كلمة واحدة خاوية و لا تشى بشىء سوى فراغ روحى و كبت جنسى لن تعالج آثاره 100 سنة ضوئية من الممارسة الجنسية الصحيحة.. ثم يتدافع إلى صفحتها من يعلق باْخلاص لا تنقصه الجدية " طب بيعلق على إيه ده و النبى " الأمر فعلاً مثير للشفقة و الاشمئزاز .. ثم يزداد الأمر سخافة إلى حد أن تصبح بعض المدونات التى تطرح فيها أفكار جديرة بالمناقشة الجادة مرتعاً لتعليقات سخيفة أو سباباً صريحاً لصاحب/ة المدونة دون داع أو حتى بداعِ..
إذن على كل من يبحث بجوع عن فتاة أو من تبحث عن فتى أن يصير مدوناً و أن يعلق بانتظام على كل مدونات و تدوينات الجنس الآخر(المستهدف)و سيحالفه التوفيق فى مسعاه الكريم فى غضون أيام
و ليصبح التدوين" محسسة" و كل اللى نفسه يدخل يعلق أو" يحسس" على اللى تعجبه و لتتفشى أمراض " الهياجونيا " و الهلع الجنسى فى أزقة البلوجز و لنتبنى جميعاً دعوة " تعالوا نتحرش ببعض" بجانب" كلنا ليلى وحفل المدونون الأفارقة التالت و مدونون ضد التقبيص" ..ما هو الممارسات بقت هية نفسها شبه اللى بنقاومها بالتظاهر
بجد مفيش حادثة بعينها ولا حد بعينه مقصود بالكلام ده بس كل واحد -بالليل ع المخدة- عارف نفسه .. و مش بازعم الطهارة و لا بادعى الفضيلة أنا مليان بلاوى سودة لكن الحكاية بقت بيض و الزلال سد الطريق لدرجة أصبح السكوت عنها نوع من أنواع التعريضضضضضضضضضضضضضض
و بجد حاولت أتجاهل الحديث عن هذه الترهات المستفزة علشان الحياة مش ناقصة صراعات و لا مشاكل و كفاية اللى احنا شاربينه و طافحينه .. و أخيراً .. ماحدش يزعل أنا بس اتفقعت ... أقول قولى هذا و أستغفر الله لى و لكم
الصور.. حمدى رضا

Friday, September 08, 2006

نصف طريق

دائماً نصف طريق .. و نصف حكاية
و نصف صديق
نشيد نصف البناء
وتشيد أمنيات العاجزين
النصف الآخر
و فى كل صباح
نهيل تراباً مبللاً
بدموع مبذولة
فوق جسد نصف ميت
لنغرق فى شئوننا البائسة
أنصاف أحياء
فى حياة تتآكل
ياسر 06
الصورة .. حمدى رضا

Tuesday, August 22, 2006

برة الإزاز

قافل شبابيك القلق
و باعدِّى بيكى
م الشوارع و الحوارى الضيقة
المليانة خوف
الوقت مش وقت ترديد الأغانى
الميتة
و لا وقت تبقى الكلمة فيه لسة
متشتتة
ماتكرريش صوت ارتطام الحلم
بجبال الفولاذ
ده اسمه ابتزازززززززز
يا حلم ماعداش مجاز
يا حلم ماعداش كده
الدنيا ليه متنكدة؟؟..
برة الإزاز
شامل
الصورة ل .. حمدى رضا

Saturday, August 05, 2006

إليك .. فستق مملح مرة أخرى


دون حضور موجود أنا .. موحود ..أغيب فى نوبات نوم مضطربة تفتقر إلى الرؤى و المنامات ..أدخن خلال صحوى علبة تبغ كاملة و أتظاهر بالتعاطف و الدهشة و الإندماج و أحياناً بالسعادة .. أستهلك أخبار الوطن و مئات الصور للقتلى بالنيابة..يباغتنى الشعور أحياناً بأنى نصف رجل .. نصف واعٍ لا أفعل شيئاً حيال ذلك .أقترف أشياء لا تشبهنى ..أفقد صديق كل مساء
و أتأرجح بين قلوب النساء ..و حين أعود أمر أمام غرفتك و لا أسمع صوت الراديو ينبعث من الداخل أرقد فوق سريرك الآمن باحثاً عما علق به من رائحتك أطارد بقايا أنفاسك فى الغرفة لأرقد منهكاً .. ملتحفاً بيتم جديد و فقدصار الآن قديماً .... واحشااااااااااااااااانى
فستق مملح
لم يكن قد مر سوى شهور قليلة على وفاة والدتى .. حين أخبرنى والدى برغبته فى زيارة قبرها الكائن بضواحى حلوان .. كانت ثانى زيارة لنا .. كعادته دائماً إستعد مبكراً و طلب منى شراء باقة زهور مناسبة .. ليس لكونه أبى الذى لم تنجح كل خلافاتنا الفكرية فى طمس ذلك الإجلال القدسى الذى أكنه له سراً ..و لكنه كان دوماً مثار دهشتى وفضولى المعرفى .. كان أبى دوماً كخزانة أسرار فولاذية .. لم أطلع على نصف محتوياتها رغم سنواتنا معاً التى تربو على الثلاثين ..طالما إحترت فى فهم ذلك الرجل .. جنوبى النشأة .. صارم النظام حاد الملامح .. لا أنسى أبداً كيف كان يرغمنا على ترتيب أشيائنا بعد ظهر الجمعة من كل أسبوع .. حتى صرنا نكره الجمعة .. دروس الفرنسية الإجبارية فى طفولتى المبكرة جعلتنى أعرض عن الفرنسية رغم رغبتى فى تعلمها .. كنا دائماً نختلف .. لم ينجح فى أن يورث أى منا بعضاً من مميزاته رغم محاولاته الحثيثة لذلك .. ورثت عصبيته المنفلتة أحياناً ..عناده الصلب .. كانت كاريزما أبى و قدرته على كسب حب و إحترام كل من يعرف إسمه مثار إعجابى بهذا الرجل .. تقديسه لعمله ومبادئه .. كأنه خلق ليتبعه الآخرين .. تحيط به هالة من حوارييه أينما وجدته .. لكننا لم نتفق ..ظل كل منا يكن للآخر حباً لا يفصح عنه .. كان لا يفصح عن مشاعره مهما حدث .. لا أتذكر مرة ضمنى فيها أبى إلى صدره أو قبلنى بشوق و إن مر عام و نصف دون أن يرى كلانا الآخر .. كان فقط يعانقنى عناق خفيف و يربت على كتفى ثم يبتعد .. كأننا لم نتقابل منذ يومين .. كم شكت لى أمى- رحمها الله-من صلابته و قلة بوحه التى كانت تضجر حياتها معه.. كان ذلك يضحكنى و يحرضنى أن أتلقف شكواها بالمداعبات .. و كان الأمر ينتهى بها تدفعنى من فوق سريرها إلى خارج الغرفة و هى تقول " كده ..! طب قوم يا وسخ من هنا .. ما انت طبعاً زيه .. صعيدى " و أحياناً كانت تسبنى سبابأ قبيحاً تعلم أنه سيقتلنى ضحكاً لأنها لم تكن تجيده .. كان يخرج منها ركيكاً رقيقاً .. كان يعشق هو منها الشىء نفسه .. يستمتع بغيظها حتى تمازحه بسبة من النوع ذاته بطريقتها حتى يقهقه و تهز جلجلة الضحكة الجدران .. تعشق هى الفستق المملح و تدسه تحت وسادتها أو بين طيات ثيابها حتى لا يشاركها فيه أحد.. يعطيها أبى حبات قليلات و يستمتع بشجارها عندما تعاود طلب المزيد منه .. فيعطيها ليشاركها قزقزة بعد قليل .. يتمازحان كطفلين على حبات الفستق كان الأوتوستراد هو أسهل الطرق إلى قبر أمى برغم وحشته .. يقود أبى ببطء و دون أن يتفوه بشىء .. كنت فى المقعد الخلفى للسيارة و أخى الكبير إلى جواره كان هذا مقعد أمى دائماً .. بجوارى كانت باقة الورود التى إشتريتها ..لم أشتر ورد فى مناسبة كهذه من قبل .. أطبق علينا صمت ثقيل قطعه أبى و هو يناولنى شىء بيديه دون أن ينشغل عن الطريق .. مددت كفى أتناوله .. كانت بضع حبات من الفستق المملح وضعتها فى فمى و أنا غارق فى دهشتى عن سر ذلك الفستق الذى إكتشفت أن أبى يحمل منه كيساً كبير ملىء به..خاصة أنه لم يحب تناوله إلى هذا الحد .. إنتزعتنى تلاوة عبد الباسط التى تنبعث من مذياع السيارة من كل أفكارى .. غرقت فى ذكريات طفولتى التى كان صوت المذياع قاسماً مشتركاً فيهاخاصة ترتيل عبد الباسط صباحاً .. المدرسة و البرنامج العام .. و أمى توقظنى مبتسمة كل صباح .. قرص اللباليب حينما أشرع فى التمارض هرباً من عقاب ثقيل سيحل بى لعدم إنهاء واجبى المنزلى .. توقف صوت محرك السيارة فهبطنا .. ناولنى أبى وعائين بهما ماء ..تناول أخى أحدهما .. كنت أحمل باقة الزهور و أبى يحمل ثمة أكياس سوداء ممتلئة .. ربما ملابس لفقراء يسكنون المقابر .. كانت عينيه تختفيان تماماً وراء نظارته الشمسية الداكنة.. أمام باب المقبرة الحديدى المغلق بقفل يغلفه كيس بلاستيك ليمنع صدأ القفل .. أخرج أبى مفتاحه و بدأ فتح القفل .. لكنه لم ينفتح .. حاول مرة أخرى لكنه لم يفلح .. هنا أخرج من كيسه الأسود أنبوبة حقن رفيعة بها قليل من زيت نفاذ الرائحة .. أى رجل هذا !! أى نظام و أى أفكار و حسابات تجرى فى رأسه .. يعمل حساب لكل شىء .. أى خبرة تلك و أين تلقنها و متى .. يفاجئنى إلى الآن بتفاصيله الغير متوقعة ..لا فائدة .. قالها و هو يدق فوق القفل الكبير بغية كسره .. ثم أخرج وعاء الماء و أخذ يحاول رش الصبارة الوحيدة القابعة فى ركن المقبرة بالماء من الفتحات الضيقة المتوازية للباب الحديدى .. عبثاً كان يحاول وصلت بضع قطرات قليلة إلى الصبارة التى كانت توشك أن تذبل .. قررنا أن نقرأ لها القرآن أمام الباب الموصد .. و نكتفى بالبقاء أمام قبرها من الخارج على أمل أن نهشم القفل بأدوات خاصة فى الزيارة القادمة .. أنهينا القراءة و الدعاء .. إلتصقت بالباب أكثر و أنا أنثر الورود من فتحات الباب الضيقة ..كنت أهمس لها بسر عميق .. بينما كانوا يستعدون للمغادرة .. إقترب أبى من الباب حتى صار بجوارى تماماً و هو يلقى بورود كانت فى يده و هو يتمتم بشىء لم أسمعه .. على وجهه تعبير لن تفلح كلماتى فى وصفه .. ذهبت أعاون أخى فى حمل بقية الأشياء و أدع لأبى لحظات ربما يهمس لها بشىء كما فعلت و أخى .. لكن صوت عجيب أوقفنى و أنا فى طريق الخروج .. فالتفتت لأرى أبى و هو يخرج من كيس يحمله كل ما تبقى من حبات الفستق المملح التى يحملها و ينثرها من فتحات الباب الضيقة ..يتمتم بكلمات لم أسمعها و تنزلق على وجنته دمعة لم تفلح نظارته
الداكنة فى مداراتها

Thursday, July 20, 2006

نفس المشهد مكرر

نفس المشهد مكرر

و الكاميرا هى هى

يمكن نفس اللى صور

أطلال العزيزية

هاتلاقى كل صورى

موجودة ف ألبوماته

هاتشوفنى مرة بابكى

جنب الناس اللى ماتوا

و تشوفنى مرة تانية

طفل فى مخيماته

و تشوفنى مرة تالتة

فدائى ببندقية

نفس المشهد مكرر

و الكاميرا هيَ هيَ

شاعر مش فاكر اسمه

Monday, July 10, 2006

رائحة انتظارك





الوقت و أنا و كل احتمالات الآتِ نشتهى البقاء فى ركن الذكرى البالى
أعترف الآن أنى أفتقد تعاطى الصمت
و حب سرى لم يعرف سوى إختلاس النظرات بين الحين و الآخر
و الإنتظار العاجز
أعترف أنى أفتقد تلك الرائحة
الصورة ل.. حمدى رضا

Sunday, June 25, 2006

القاهرة

أيام لها رائحة تراب القبور .. القاهرة عيون ميتة تحملق و نحن نمضى بلا وجهة .. صرير الموت عال ٍو الفوضى فوق الرؤوس المصمتة ..الرجفة تهز أشجار الكآبة المحيطة بمنازلنا التى تفتقد جدرانها الحب .. هناك حيث نحيا على حافة الإنفجار ..على وشك الإنهيار .. نتنفس غبار سام لننفث توترا و نتجشأ عنفاً .. نتقاتل على موطىء قدم فوق سلم حافلة ستسقط بعد قليل .. نتلهى بإلقاء نكات سخيفة فى مقاهى السأم .. ونضاجع زوجاتنا فوق أسِرَّة لم تعرف المتعة .. نتهالك ضحكاً هرباً من دموع ضلت طريقها إلى مآقينا .. نتغافل بترهات الحياة ...... أهى الحياة ؟؟!!! أم شيئاً يشبهها ؟ نتشبث ب نكهة حياة أو رائحة حب لأننا ندرك أنَّا جئنا و الحياة تنفض من حولنا فقبلنا رائحة كل شىء .. أنصاف أحياء أفضل قليلاً من الموتى .. رضينا بالعيش على الحافة .. لكن الحافة لم ترضى بنا

Thursday, June 01, 2006

إلحقينى

إلحقينى
أم تانية بتنادينى
و ف عينيها سيل حنان
غطى أشواقى و حنينى
إلحقينى
بتشاورلى من بعيد
أم راضيانى وليد
يا عنيدة..!!1
نفسى أونِّسنى بعينيكى
أيوة ها يكفُّم أكيد
لو تهامسينى بخيالك
يا جمالك لو تجينى
أو توافقى يا حبيبتى
ترسمى حلمك ف عينى
إلحقينى
من سنين عشرين يزيدوا
بينادونى أمهات
بس رافض أتركك
و انتى رافضانى أبات
جوة فكرة تقرًّبك
م الهوى و الأمنيات
يا ام قلب حزين هايبكى
من فراقى ..من انينى
إمتى هاتحطى إيديكى
فوق إيديا و تحضنينى
إلحقينى
خايف اندم إنى أفوتك
بين ضيوفك الكُتار
هجرتى مش قد صبرك
رغم حكمك بالفرار
ليه طلقتى العقل بينَّا
و انتى مشتاقة لجنونى
ليه بتتوضى ب زمزم
من صلاتك تحرمينى
ده انا ركعة ب ألف جنَّة
بس تنوى تركعينى
إلحقينى
إسلام حامد
سلامٌ عليك أينما كنت

Monday, May 29, 2006

ما بيننا

ما بيننا ... أحلام مبتسرة و مشاعر رخوة و سنوات مهترئة .....
جسور زلقة تخون من يطأها .. ودروب من إفك...
ما بيننا رقعة مدنسة ..
بماذا يفيد البيدق لو مات الملك ؟؟
تنتهى اللعبة ما بيننا ليس كما بدأت .."لم تكن حرباً إفتراضية" قالها الملك فى إحتضاره
لندرك أن الدماء التى تلطخ جوانب الساحة ما بيننا كانت دماؤنا

Monday, May 22, 2006

عن حب الحياة

إختلف الفقهاء حول التسمية .. هل هى تفريجة كما قال الفقيه ابن رشوان " الذى بداخله البحر" أم تدبيسة كما ورد فى أوراق ابن الزهيرى صاحب المدونة الشريرة ذات النصوص العسيرة " سوء تفاهم " .. لكن من دواعى السرور أن الفقيهين العالمين ببواطن الأمور ,, على إختلافهما الحاد إتفقا بشكل جاد على دعوتى للجدال والإجابة على ذات السؤال .. لذا قررت أن أستقطع من الوقت ما أمكن و أرد بالتى هى أحسن ........

بجد سؤال بسيط لكن مش سهل تجاوب عليه من غير ماتقلب دماغك و تشغل حواسك كلها و تفتح صندوق ذكرياتك وتطلع أجمل ما فيه و تتخيل كل اللى مستنيه م الدنيا و عايش علشانه .. قد ما اعرف هاحاول

القشعرة الباردة اللى بتسرى ف جسمى لحظة ما اسمع جملة مزيكا تمس إحساسى بدون سابق تمهيد

تحية الجمهور فى المسرح لما أقدم فن راضى عنه و الناس تصقف جامد و خصوصاً الناس اللى ما اعرفهمش

أول بوسة لشفايف بتحبها -خصوصاً لو جرس الباب مارنش و انتوا مع بعض -

لما اكون فى حالة وجد شديدة وصادق جداً و مصدق و عينيه يدمعوا من التأثر

لما أشيل بإيديا طفل لسة مولود حالاً أول مرة - خصوصاً لو باحب أمه وأبوه -

مفاجآت صحابى لما يرتبوها من ورايا و يحبكوها كويس لحد ما اصدق و ألاقى نفسى قدام حاجة كان نفسى فيها فجأة

يفط المحلات القديمة جداً و بقايا إعلانات الشوارع بتاعت زمان

لما ننسى و نتحول عيال من غير اتفاق و نلعب فى الشارع بورقة أو إزازة فاضية و احنا بنضحك م اللى بنعمله

ساعتين الفجر ع البحر فى الشتا لوحدنا خالص و انا نايم على رجلها و صوابعها بتلاعب شعرى

ريحة شعر أبويا الطيبة

لما اشترى هدوم جديدة حاببها و بيرفيوم كان نفسى فيه

لما اسافر الفجر لوحدى بلد جديدة

أول تجربة جنس مع واحدة باحبها

الصبح بدرى قبل الناس ماتصحى ف بلكونة عالية و انا منى للسما

ريحة المطر -ريحة الدنيا بعد المطر -

العلامات لما تتحط ف طريقى علشان أعرف إنى صح

لما انفذ فن زى ما بتخيل بالظبط

لما طفل يضحك ف وشى بدون سبب

الفكرة لما ابقى عارف وانا بافكر فيها انها جديدة لانج

ريحة البن المحمص و طعم الفسدق

سندوتشات الكبدة الإسكندرانى و السجق والبيرة الساقعة

أول سيجارة بعد الصيام

وانا باتفرج على فيلم باحبه و دماغى مشَعَّرة على خفيف

حضن لحد بتحبه و واحشك أوى

منظر الجليد - من غير برده -

الشارع لما يبقى بتاعى - انا ماشى فيه لوحدى مبسوط و باغنى بصوت عالى -

ريحة بشرة الأطفال - خصوصاً حديثى الولادة

أطلب من كل اللى قرا التدوينة القيام بنفس الشىء دون تخصيص " علشان مانساش حد "

Sunday, May 14, 2006

مدرسة للسينما المستقلة


مدرسة افلام الديجيتال القصيرة المستقلة منخفضة التكلفة
جيزويت القاهرة مركز التدريب على صناعة الفيلم القصير
روائي / تسجيلي / تجريبي .
مدة الدراسة تسعة اشهر بداية من شهر مايو 2006 يدرس فيها المتدربون اربعة مواد اساسية وهي السيناريو والاخراج والتصوير والمونتاج
بهدف التدريب على صناعة فيلم الديجيتال منخفض التكلفة باستخدام ادوات الانتاج وهي الكاميرا وادوات تسجيل الصوت ووحدة المونتاج والميكساج فقط
بهدف صناعة افلام ديجيتال مستقلة - بانواعها الروائي القصير والتسجيلي والتجريبي- تعبر عن افكارهم ورؤيتهم وذلك عن طريق تدريبهم للوصول الى افكار افلامهم وتطويرها وصناعة هذه الافلام بدون اي ميزانيات لينتهي تدريب المتدربين في المدرسة بانجاز كل منهم لثلاثة افلام ديجيتال قصيرة فيلم روائي وفيلم تسجيلي وفيلم تجريبي
سيتم العمل في المدرسة بمعدل لقاء واحد في الاسبوع بواقع اربع لقاءات شهرية لتطوير الافكار وصياغة السيناريوهات والتدريب على اساليب تنفيذها والتدريب على حرفيات عمل المخرج والتدريب على التصوير والمونتاج
هذا بالاضافة لتوفير مونتير محترف لمعاونة المخرجين في تحقيق افلامهم في نهاية المشروع لخروج اعمالهم بالمستوى اللائق
في النهاية سيتم عرض هذه الافلام في مهرجان افلام الديجيتال المستقلة الذي ستنظمه الجمعية في شهر ديسمبر من عام 2006
ويبقى للمخرجين صناع هذه الافلام الحق الفني والادبي الكامل في افلامهم مع احترام ملكيتهم الفكرية لافلامهم في النهاية ولهم حق التصرف االكامل في افلامهم بعد انتهائهم منها
للإستعلام والإتصال
جمعية النهضة العلمية و الثقافية ( جيزويت القاهرة )
تليفون : 5920909

ملحوظة : آخر ميعاد للتقدم 19 /5 / 2006

Thursday, May 04, 2006

نوبة ما قبل الرحيل

محاولاً انهاء حالة الحياد الشعورى التى تسيطر على كل خلية فى جسدى البائس قررت أن أكتب دون رغبة حقيقية فى ذلك و بلا فكرة مسبقة عما أود كتابته .. أن أرتجل .. أن أرتحل عن عزلتى الإختيارية فى جزيرتى المنبوذة بلا هدف أو هوية و لا أمتعة .. وحيدأ كما أحببت مؤخراً أن أكون .. كرهت أن يقتحمنى الغرباء ليستهلكون نخاعى هباءاً .. فأسلمت لنفسى للفراغ ينهشنى .. ألتحف البرودة و أضاجع الوحدة .. ننجب سأماً .. أيام ينقصها الرضا لكنها أقل خسارة ممكنة . فليس أتعس للمرء من خواء العيش بين نفوس مختزلة بروح أنهكها الضجر .. لا سيما إن إختصك الرب بلعنة قراءة ما بين السطور حيث الكون يدس أسراره المشينة ..
حين تختفى عن ناظريك كل الوجوه المألوفة لا مفر من مواجهة ذاتية عنيفة لا تواطؤ فيها..غالباً ما تنتهى باتفاقية سلام انفرادى مؤقتة .. أسميها دوماً نوبة ما قبل الرحيل .. الآن أستطيع بلا عناء أن أجد عنواناً يمت بصلة لذلك العبث الطفولى الذى أمارسه الآن فى محاولة مرجوة للتحرر من شىء ما أجهله .. يطل الشعور بالتورط فى آثام بحق آخرين الآن- رغما-ً من جرح روحى قديم وغائر ظننته اندمل.. فتطاردنى الرغبة فى الإعتذار للأثير .. و كساعى بريد مل تسليم الرسائل لأشخاص لا وجود لهم .. قررت أن أفرغ حقيبتى من أحلامى القديمة ثم أمزق الحقيبة .. لأشترى حقيبة بديلة من أحد محال طلعت حرب ذات الضوء الزئبقى البراق .. حقيبة تصلح لحمل أوحال الواقع .. وآثام المستقبل المرجو 0..لأبدأ رحلة الدوران السرمدى فى الفراغ الممتد .. حيث لا جدوى للأسئلة و لا معنى للإجابات .. و لا شىء .. لا شىء البتة

Saturday, March 25, 2006

الحاصل


بأكد إنى ماملكش من الأحلام
سوى الحاصل
و عارف إنى مهما امشى
و تِطوَل سكتى
واصل
يجوز يغرق فى ليل ألمى
واعوز اشرب دموع ندمى
لكن دايماً
ما بين حلمى وبين المستحيل
فاصل
للرائع الراحل .. عصام عبد الله
الصورة ل .. حمدى رضا

Monday, February 06, 2006

يا بلد .......


ماكنتش ناوى أقبح على البلوج لكن مش قادر أمسك لسانى .. ماحدش يزعل لو قلت أحااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. و خخخخخخخخخخخخخخخخخخ.. لأن اللى بيحصل فوق التخيل .. عبارة تغرق ف 7 دقايق!!!!! .. و يموتوا بالآلافات مصريين م اللى دمهم أرخص م العرقسوس .. و بدل ما يعزوا أهاليهم يضربوهم بالقنابل المسيلة للدموع!!! .. هما ناقصين دموع يا ولاد الوسخة؟!! .. هو احنا حيلتنا ايه غير الدموع؟!! .. دايماًً دموع "على رأى حمادة هلال " .. نفس المشهد مكرر .. قطر الصعيد .. قطر كفر الدوار .. مسرح بنى سويف .. و زمان كان فيه سالم إكسبريس .. دايرة بنت وسخة بتكرر .. مسلسل سخيف ممل من بتوع الساعة 7.15 بيعيد نفسه .. و كل مرة كام ألف جنيه تعويض على كام برقية عزا على كام مسئول يزوروا الضحايا ف المستشفيات عشان يتصوروا جنبهم - و طبعاً المصابين بيبتسموا و مرتاحين م الرعاية اللى ف المستشفى - و يقولوا إن السيد الوزير انتقل لموقع الحادث و اطمئن على صحة المصابين بنفسه .. و طبعاً اللى ف الصور دول مش مصابين و لا نيلة .. دول كومبارسات من مكتب ترك الريجى أو من قهوة بعرة .. الواحد ب 20 جنيه .. أو ببلاش يمكن علشان المرة دى المهمة وطنية.. احا يا بلد .. ماحدش يزعل على السودانيين لما يتفشخوا ف بلدنا .. ما احنا بنتفشخ من أيام الكتابة المسمارية و لسة ياما .. و للعلم دى حلقة م المسلسل و لسة حلقات كتير جاية .. و الفرجة للدجى .. و لسة هاندمع لما عينينا تبيض .. حيلتنا إيه غير الدموع و الدعا .. أفيون الغلابة ... 60 أحا يابلد ..

يا بلد عاوزة ولد ........ بس انا مش فاضى

Saturday, January 21, 2006

فستق مملح

لم يكن قد مر سوى شهور قليلة على وفاة والدتى .. حين أخبرنى والدى برغبته فى زيارة قبرها الكائن بضواحى حلوان .. كانت ثانى زيارة لنا .. كعادته دائماً إستعد مبكراً و طلب منى شراء باقة زهور مناسبة .. ليس لكونه أبى الذى لم تنجح كل خلافاتنا الفكرية فى طمس ذلك ذلك الإجلال القدسى الذى أكنه له سراً ..و لكنه كان دوماً مثار دهشتى وفضولى المعرفى .. كان أبى دوماً كخزانة أسرار فولاذية .. لم أطلع على نصف محتوياتها رغم سنواتنا معاً التى تربو على الثلاثين ..طالما إحترت فى فهم ذلك الرجل .. جنوبى النشأة .. صارم النظام حاد الملامح .. لا أنسى أبداً كيف كان يرغمنا على ترتيب أشيائنا بعد ظهر الجمعة من كل أسبوع .. حتى صرنا نكره الجمعة .. دروس الفرنسية الإجبارية فى طفولتى المبكرة جعلتنى أعرض عن الفرنسية رغم رغبتى فى تعلمها .. كنا دائماً نختلف .. لم ينجح فى أن يورث أى منا بعضاً من مميزاته رغم محاولاته الحثيثة لذلك .. ورثت عصبيته المنفلتة أحياناً ..عناده الصلب .. كانت كاريزما أبى و قدرته على كسب حب و إحترام كل من يعرف إسمه مثار إعجابى بهذا الرجل .. تقديسه لعمله ومبادئه .. كأنه خلق ليتبعه الآخرين .. تحيط به هالة من حوارييه أينما وجدته .. لكننا لم نتفق ..ظل كل منا يكن للآخر حباً لا يفصح عنه .. كان لا يفصح عن مشاعره
مهما حدث .. لا أتذكر مرة ضمنى فيها أبى إلى صدره أو قبلنى بشوق و إن مر عام و نصف دون أن يرى كلانا الآخر .. كان فقط يعانقنى عناق خفيف و يربت على كتفى ثم يبتعد .. كأننا لم نتقابل منذ يومين .. كم شكت لى أمى- رحمها الله-من صلابته و قلة بوحه التى كانت تضجر حياتها معه.. كان ذلك يضحكنى و يحرضنى أن أتلقف شكواها بالمداعبات .. و كان الأمر ينتهى بها تدفعنى من فوق سريرها إلى خارج الغرفة و هى تقول " كده ..! طب قوم يا وسخ من هنا .. ما انت طبعاً زيه .. صعيدى " و أحياناً كانت تسبنى سبابأ قبيحاً تعلم أنه سيقتلنى ضحكاً لأنها لم تكن تجيده .. كان يخرج منها ركيكاً رقيقاً .. كان يعشق هو منها الشىء نفسه .. يستمتع بغيظها حتى تمازحه بسبة من النوع ذاته بطريقتها حتى يقهقه و تهز جلجلة الضحكة الجدران .. تعشق هى الفستق المملح و تدسه تحت وسادتها أو بين طيات ثيابها حتى لا يشاركها فيه أحد.. يعطيها أبى حبات قليلات و يستمتع بشجارها عندما تعاود طلب المزيد منه ..
فيعطيها ليشاركها قزقزة بعد قليل .. يتمازحان كطفلين على حبات الفستق

كان الأوتوستراد هو أسهل الطرق إلى قبر أمى برغم وحشته .. يقود أبى ببطء و دون أن يتفوه بشىء .. كنت فى المقعد الخلفى للسيارة و أخى الكبير إلى جواره كان هذا مقعد أمى دائماً .. بجوارى كانت باقة الورود التى إشتريتها ..لم أشتر ورد فى مناسبة كهذه من قبل .. أطبق علينا صمت ثقيل قطعه أبى و هو يناولنى شىء بيديه دون أن ينشغل عن الطريق .. مددت كفى أتناوله .. كانت بضع حبات من الفستق المملح وضعتها فى فمى و أنا غارق فى دهشتى عن سر ذلك الفستق الذى إكتشفت أن أبى يحمل منه كيساً كبير ملىء
به..خاصة أنه لم يحب تناوله إلى هذا الحد .. إنتزعتنى تلاوة عبد الباسط التى تنبعث من مذياع السيارة من كل أفكارى .. غرقت فى ذكريات طفولتى التى كان صوت المذياع قاسماً مشتركاً فيهاخاصة ترتيل عبد الباسط صباحاً .. المدرسة و البرنامج العام .. و أمى توقظنى مبتسمة كل صباح .. قرص اللباليب حينما أشرع فى التمارض هرباً من عقاب ثقيل سيحل بى لعدم إنهاء واجبى المنزلى ..
توقف صوت محرك السيارة فهبطنا .. ناولنى أبى وعائين بهما ماء ..تناول أخى أحدهما .. كنت أحمل باقة الزهور و أبى يحمل ثمة أكياس سوداء ممتلئة .. ربما ملابس لفقراء يسكنون المقابر .. كانت عينيه تختفيان تماماً وراء نظارته الشمسية الداكنة.. أمام باب المقبرة الحديدى المغلق بقفل يغلفه كيس بلاستيك ليمنع صدأ القفل .. أخرج أبى مفتاحه و بدأ فتح القفل .. لكنه لم ينفتح .. حاول مرة أخرى لكنه لم يفلح .. هنا أخرج من كيسه الأسود أنبوبة حقن رفيعة بها قليل من زيت نفاذ الرائحة .. أى رجل هذا !! أى نظام و أى أفكار و حسابات تجرى فى رأسه .. يعمل حساب لكل شىء .. أى خبرة تلك و أين تلقنها و متى .. يفاجئنى إلى الآن بتفاصيله الغير متوقعة ..لا فائدة .. قالها و هو يدق فوق القفل الكبير بغية كسره .. ثم أخرج وعاء الماء و أخذ يحاول رش الصبارة الوحيدة القابعة فى ركن المقبرة بالماء من الفتحات الضيقة المتوازية للباب الحديدى .. عبثاً كان يحاول وصلت بضع قطرات قليلة إلى الصبارة التى كانت توشك أن تذبل .. قررنا أن نقرأ لها القرآن أمام الباب الموصد .. و نكتفى بالبقاء أمام قبرها من الخارج على أمل أن نهشم القفل بأدوات خاصة فى الزيارة القادمة .. أنهينا القراءة و الدعاء .. إلتصقت بالباب أكثر و أنا أنثر الورود من فتحات الباب
الضيقة ..كنت أهمس لها بسر عميق .. بينما كانوا يستعدون للمغادرة .. إقترب أبى من الباب حتى صار بجوارى تماماً و هو يلقى بورود كانت فى يده و هو يتمتم بشىء لم أسمعه .. على وجهه تعبير لن تفلح كلماتى فى وصفه .. ذهبت أعاون أخى فى حمل بقية الأشياء و أدع لأبى لحظات ربما يهمس لها بشىء كما فعلت و أخى .. لكن صوت عجيب أوقفنى و أنا فى طريق الخروج .. فالتفتت لأرى أبى و هو يخرج من كيس يحمله كل ما تبقى من حبات الفستق المملح التى يحملها و ينثرها من فتحات الباب الضيقة ..يتمتم بكلمات لم أسمعها و تنزلق على وجنته دمعة لم تفلح نظارته الداكنة فى مداراتها

Monday, January 02, 2006

الكل ينتظر و لا تأتى الحافلة


و إنقضى عام الفراق بلا فراق جديد .. عاهدت عينى ألا تبصران سوى الأفق .. و عقلى ألا ينشغل بترهات الحمقى و أشباه الناس .. و قلبى ألا يلتفت لدقات من لا يدركون من الحب سوى ما شاهدوه فى أفلام بلهاء أو ما سمعوه من أصدقاء أكثر بلاهة.. عزمت أن أصبح تحت تصرفى الكامل دون مشاركة من أحد .. صرت أقرب لنفسى مما أتخيل .. أكثر خصوصية من أى وقت آخر .. مارست الفراق و مارسنى حتى بت لا أتألم بعده .. خبرت الفقد حتى مل قلبى البحث عما فقد .. فقط أمى لم تزل غصة الحلق .. و من عداها أرقام لا أهتم بإحصائها.. تخلصت من تلك النفايات الآدمية..و ذلك الصخب الذى كان يملأ رأسى بلا داع..لم يبقى سوى الصادقون يؤنسون وحشة الأيام ويضيئون ظلمتها .. و جلسنا نحتفل بانقضاء العام الردىء .. كانت الآمال تملأ الفراغ.. ضحكنا حتى البكاء .. و حينها لم نعد للضحك مرة ثانية .. لم يكن الضحك شديداً إلى حد البكاء .. بل كان الضحك ذريعة للبكاء ..فجروح العام الردىء كانت تطل من العيون النصف منطفأة .. و حين صار الرحيل حتمياً مع شعاع الضوء الأول ..كانت الوجوه التى تصفحتها فى طريق العودة تشى بأن شيئاً جديداً لم يحدث .. و كعادة كل صباح .. كان الكل ينتظر و لا تأتى الحافلة

ياسر 06

الصورة ل .. حمدى رض
ا