Saturday, September 16, 2006

فرش متاع





كان الأمر أشبه بالتخلص من منغصات العيش و تبادل الأطروحات و تواصل محدود عبر وسيط يمكن استخدامه فى أغراض محددة .. كتجربة شيقة إذن بدا لى ذلك الشأن الإليكترونى الغامض -" التدوين"- فى بدايته .. بمرور الوقت ذاب ذلك الغموض حتى تلاشى تقريباً ليصير متعة أختلسها بين الحين و الآخر .. لأزيح عن روحى بعض أثقالها .. لم تراودنى فكرة الحصول على جائزة المدون المثالى أو جائزة الدولة التقديرية فى التدوين بالعربية .. و لا أصنف نفسى كمدون أساساً .. فالتدوين عمالقته و أنا فعلاً على هامش التدوين ..فقط أكتب ما يدور برأسى من أفكار و تداعيات دون إعداد مسبق أو حتى مراجعة .. دائماً كتابة أولى ووحيدة أنشرها أولاً ثم أكتشف ما بها من أخطاء فيما بعد .. ربما ذلك الفضاء الشخصى -كما أراه - هو ما كان ينقصنى ..كتبت فى شئون خاصة أحياناً .. لم أفترض هذه المساحة للشأن العام و إن كان فهو من زاويتى الخاصة و كما يبدو لى .. شيئاً فشيئاً بدأت فى التعرف على ملامح ذلك الكوكب الإفتراضى بكائناته و قوانينه الخاصة .. أتلمس بحذر كل ما يقع عليه بصرى .. أقرأ لآخرين و أعلق أو ألتزم الصمت .. أتفاعل بشدة أقبل و أرفض و أعارض و أنتقد أحياناً و لكن دون تعمد لفت انتباه .. حاولت أن أحافظ على مسافة فاصلة تسمح لى برؤية أوسع نسبياً دون تورط .. قاومت شغفى بمعرفة البعض و هوسى بالتفاصيل الإنسانية المختبئة بين طيات تلك الأروقة و الدهاليز الأليكترونية لتظل الصورة المتخيلة الإفتراضية كما هى .. أعرف أن الواقع أكثر سطحية و هشاشة لكننى لم أتصور أن يحمل بكل سخافته كل هذه المفارقات و التناقضات المريعة .. أن يتقيأ المرء ذاتاً افتراضية لا تمت لذاته بصلة مستتراً خلف اسم مفترض ليطرح شخصاً بديلاً لم يجرؤ أن يكنه يوماً .. كم من صفحات تكتظ بالأكاذيب .. ينصب أحدهم إلهاً للحرية ليدون بكلتا يديه بينما أغلال قدميه تمتد إلىما وراء باب غرفته الموصد من الخارج.. بماذا يشعر حين تلامس رأسه الوسادة عندما يرقد فى فراشه وحيداً .. بماذا تفكر سيدة التدوين الإيروتيكى الأجوف كل ليلة بعد كتابة ثلاث تدوينات بعضها لا يحمل سوى كلمة واحدة خاوية و لا تشى بشىء سوى فراغ روحى و كبت جنسى لن تعالج آثاره 100 سنة ضوئية من الممارسة الجنسية الصحيحة.. ثم يتدافع إلى صفحتها من يعلق باْخلاص لا تنقصه الجدية " طب بيعلق على إيه ده و النبى " الأمر فعلاً مثير للشفقة و الاشمئزاز .. ثم يزداد الأمر سخافة إلى حد أن تصبح بعض المدونات التى تطرح فيها أفكار جديرة بالمناقشة الجادة مرتعاً لتعليقات سخيفة أو سباباً صريحاً لصاحب/ة المدونة دون داع أو حتى بداعِ..
إذن على كل من يبحث بجوع عن فتاة أو من تبحث عن فتى أن يصير مدوناً و أن يعلق بانتظام على كل مدونات و تدوينات الجنس الآخر(المستهدف)و سيحالفه التوفيق فى مسعاه الكريم فى غضون أيام
و ليصبح التدوين" محسسة" و كل اللى نفسه يدخل يعلق أو" يحسس" على اللى تعجبه و لتتفشى أمراض " الهياجونيا " و الهلع الجنسى فى أزقة البلوجز و لنتبنى جميعاً دعوة " تعالوا نتحرش ببعض" بجانب" كلنا ليلى وحفل المدونون الأفارقة التالت و مدونون ضد التقبيص" ..ما هو الممارسات بقت هية نفسها شبه اللى بنقاومها بالتظاهر
بجد مفيش حادثة بعينها ولا حد بعينه مقصود بالكلام ده بس كل واحد -بالليل ع المخدة- عارف نفسه .. و مش بازعم الطهارة و لا بادعى الفضيلة أنا مليان بلاوى سودة لكن الحكاية بقت بيض و الزلال سد الطريق لدرجة أصبح السكوت عنها نوع من أنواع التعريضضضضضضضضضضضضضض
و بجد حاولت أتجاهل الحديث عن هذه الترهات المستفزة علشان الحياة مش ناقصة صراعات و لا مشاكل و كفاية اللى احنا شاربينه و طافحينه .. و أخيراً .. ماحدش يزعل أنا بس اتفقعت ... أقول قولى هذا و أستغفر الله لى و لكم
الصور.. حمدى رضا

Friday, September 08, 2006

نصف طريق

دائماً نصف طريق .. و نصف حكاية
و نصف صديق
نشيد نصف البناء
وتشيد أمنيات العاجزين
النصف الآخر
و فى كل صباح
نهيل تراباً مبللاً
بدموع مبذولة
فوق جسد نصف ميت
لنغرق فى شئوننا البائسة
أنصاف أحياء
فى حياة تتآكل
ياسر 06
الصورة .. حمدى رضا