Sunday, February 25, 2007

.......


حريق أشعله صوت هذه السيدة .. كأن صوتها يصدر من حشايا .. بمرارة حلقى ..
سقطت ثرثرتى فى جبها السحيق .. لا كلمات و لا رغبة فى شىء .. فقط أدس رأسى بين حنايا صوتها و أتوسد حزنى .. و نشيج يتعالى
جمالات شيحة تغنى غصتى بموسيقى فتحى سلامة ...




رسينى

Friday, February 02, 2007

Inbox


قبلة طويلة مفاجئة .. و بدأ كل شىء

ياسر . وحشتنى (دى أول مرة بكتب رسالة عربى فى الموبايل.) س
9- nov.-2004
13:51:46
+2012 1436....

القاهرة


ليست شقراء تماماً .. كان شعرها كستنائى داكن .. بشرتها بيضاء صافية ..لها عينان تتأرجحان بين درجات من خضار
يتهدج صوتها بغواية حين تنطق العربية .. ربما صوتها كان أول ما استوقفنى فجعلت أتأمل تفاصيل وجهها .. إستدعيت صور كل من اعرفهم من مواطنى بلدها الأوروبى.. كانوا جميعاً يشتركون فى سمات شكلية مميزة .. لكن وجهها لم يكن به ما يشى بكونها ألمانية
حتى نطقها للعربية التى كانت تبدأ فى دراستها و تمارس تطبيقاتها منذ مجيئها إلى القاهرة .. ظل صوتها المتقطع المزكوم - و هى تراجع
معى فى جلستنا الأولى بعض الكلمات بعربية أجنبية - يطارد مسامعى حتى إلتقينا على موعد فى اليوم التالى

صبح الخير يا ياسر و الفل و الإشتر*. نمت كويس ؟عيز تجى عندنا لى العشا؟ممكن نروح السينما بعدين ..أى رائك؟ بوسة , س
16- nov.- 2004
14:06:59
+2012 1436....

القاهرة

لم يكن فارق اللغة و الدين و الثقافة حائلاً دون ذلك الشعور الوليد المتنامى على مهل بيننا .. ربما لم تقصد صديقتها "ف" الألمانية أيضاً أن تسهم فى تطوير الأمر .. فقط أرادت أن تبنى جسراً من صداقة متينة بينها وبينى .. راحت تقابلنى على انفراد عدة مرات فوجدتنى أقاوم رغبة ملحة فى رؤية الأخرى "س" ..حاولت أن أتصرف بدبلوماسية - أستخدمها كغيرى- حين أرغب فى رفض أنيق .. تعللت بضيق الوقت لم يكن الأمر يحتمل علاقة مؤقتة كانتا زمليلتا دراسة حضرتا فى مجموعة من الزملاء إلى القاهرة لغرض بحثى لبضعة شهور بعدها يعود الجميع .. كنت أدرك ذلك منذ البداية حاولت ألا أنزلق فى فخ سعادة مؤقتة.. أنهيت الأمر بيننا عند هذه النقطة .. لكن شعوراً خاصاً ظل يصاحب ظهور" س" فى كل مناسبة فى نشاط مضطرد دفعنى إلى سؤال نفسى عن كنه ذاك الشعور .. وجدتنى مشدود نحوها على بطريقة ما .. حاضراً حيثما حضرت .. ربما أعجبتنى لكننى لم أستطع أن أتخذ قراراً بخصوصها.. ربما جذبتنى طريقتها الفريدة فى نطق العربية ..ربما صوتها .. ربما عيناها اوعشقها للقاهرة و التحامها بمصر و بعادات المصريين و قدرتها على التصرف مثلهم ..
..
ربما اشتهيت تقبيلها فجأة اثناء الحديث .....ذ


ayysa ashufak we atkallim ma3ak. Ana fil microbus delwaqti, fil bet ba3ad nuss sa3a. mumkin
tigi 3andena innaharda aw bukra? Matez3alish!
19 - nov.- 2004
22:00:10
+2012 1436....
القاهرة

دون إجابات لأسئلتى التى إكتشفت أنها تدور برأسها أيضاً منذ اللحظة الأولى ..إمتزجنا كتفاعل مفاجىء بين عنصرين دون مقدمات ..
دونما تفكير او تخطيط .. و قفزت على و عيي بأنى أنزلق الآن طائعاً فى فخ المتعة المؤقتة الذى تجنبته من قبل و أن للأمر نهاية حدد تاريخها قبل أن يبدأ أى شىء .. فعلت هى الشىء ذاته .. أدركنا أنا تغافلنا عمداً عن محيطنا المحفوف بالخطر و بالآخرين..
كان إنزلاقاً فوق اللحظة أو لعله كان انغماساً شديداً فى تفاصيلها ....ذ

Yasser, i'm so sorry+ sad , I don't know what to say! I wish i could hold you, be with you! she will always be at your side, don't forget that. Call me any time!

4- jan.- 2005
17:29:06
+2012 2436....

القاهرة


التزامن.. كان تاريخاً جديداً يكتب فى تلك الفترة فى غفلة منا .. زامنه بدء تلك المغامرة .. و بمرور الوقت صارت نزوة عميقة لها خلفية تاريخية خاصة .. غيرة و غضب خصام.. سفر و عودة .. مرض ..مشاعر خاصة و انجذاب حسى .. دراسة أصدقاء و سهر و عمل .. وفاة ..وداع ..فى بضع شهور ..ما زلت أذكر لحظة رأيتها فى عزاء والدتى تخترق المعزين بملابس الحداد السوداء فى دار المناسبات و عيناها تبحثان عنى بارتباك .. راودنى وقتها خاطر مضحك حين فكرت بالأمر ( كيف ستجلس بمكان عزاء السيدات و مع من ستجلس و هى حتى لا تعرف أختى و لا أحد بالداخل و غريبة تماماً لا تعرف شيئاً عن تقاليد العزاء عند المسلمين ) لكن تصرفها - الذى إستشارت فيه صديقة مشتركة حضرت لتنقذها فيما بعد- راقنى جداً .. حاولت ان تتصرف كمصرية فأدهشتنى ولا أعرف حتى الآن من أين أتت بتلك الملابس السوداء !...1


Bahebbak!
27- jan-2005
22:06:28
+49179917.....

Berlin



كحلم قصير مكثف لا تستطيع أبدا توقع كيف سينتهى .. لم تكن هناك فرصة لإدراك اى شىء .. فقط كنا نمضى لم تتسع علاقتنا لتعريف .. كلانا يعرف أن سعادتنا موقوتة .. و أن كلانا سيفتقد الآخر وقتها تزداد شهوة التقبيل.. نلتحم فى إنتظار لحظة وداع صارمة تأتى دوماً عنوة .. لم يكن بعد كل ما مر مكان لشىء آخر .. نعرف أننا سنغرق كل فى عالمه لكن أيامنا الأخيرة كانت أكثر حميمية حتى أن وداعنا منذ شتاءان جاء عنيفاً حاراً كما لو كان مشهداً سينمائياً فى أحد الكلاسيكات الرومانسية .. عناق طويل و بكاء و قبل لا تعرف الخجل أو المواربة .. لا مناص .. كنت أدرك أن ما حدث يستحق نهاية حارة عند الذروة .. كان الأمر مؤثراً بحق حتى أننى إكتشفت بعدها أن عناقنا و وداعنا الحار كان هو الشىء الوحيد المتحرك فى صالة السفر و أن عدداً لا بأس به من المودعين و المسافرين قد تسمروا حولنا حتى انتهينا .. هكذا اخبرنى صديقى ..


Yasser 7abibi, i wish u were here with me ! want to show u Berlin with all the snow .Now i'm crying , but u don't see it. my new email: s.................

28-jan-2005
15:39:47
+49179917...

Berlin


لا تنمو المشاعر أبداً فى وجود مسافة شاسعة .. ظلت تنطفىء تدريجياً كما هو الحال عادة .. حتى أن خبر مجيئها مرة أخرى فى رحلة قصيرة لبضعة أيام لم يثر فى نفسى السعادة المرجوة .. فقط حنين عادى لشخص تفتقده .. شعور عام .. أكاد أجزم أنها كانت تشعر بذات الشعور .. لن يعود ما كان حتى لو حاولنا استعادته .. نحن الآن عاديين تماماً

Yasser, wa7shani awi!! Shuft samir innahrda.kallemna 3anak ketir. He says hi to u. Iam sitting at my desk we bafarrag el sura oddami. I think of you a lot!

3- feb-2005
21:17:35
+49179917....

Berlin


جائت مرة أخرى .. كانت قد أرسلت لى رسالة بالبريد الإلكترونى قبل أيام من مجيئها تصف فيها إحساسها الجديد نحوى بعد شهور و آلاف الأميال و كيف أن مشاعرها ربما صارت محايدة على نحو ما.. لم تشأ تاجيل الأمر إلى حين قدومها لأنها كانت تعرف على حد و صفها أنها لن تقول شيئاً من هذا إذا ما جلست قبالتها .. رسالة طويلة .. كنت أصدق كل حرف فيها .. كنت اعرف كل هذا و أشعر به داخلى و مع هذا صرت أكثر حزناً بعد قرائة كلماتها .. ربما كنت أرغب فى تأجيل مناقشة ذلك إلى لقاء .. أصرت على لقائى بعدها .. كانت فى حيرة من أمرها .. ما زال مجالها حيوياً .. ما زالت تصدر نفس الذبذبات التى تصلنى و تؤثر فى طاقتى لكننى إعتبرتها منذ اللحظة منطقة محظورة .. تبادلنا الاحاديث و النظرات و فى خلفية كل منا كان هناك آخر يوجد ...!!1

Yasser, why u r worried? Everything is ok , don't go out much.But i'm looking forward to go to N.Y. Thinking of you!

20-feb-2005


Yasser habibi, ezzayak? Thanks for ur email! maalesh il cds... i booked a flight yesterday:
15-26.6, lissa sam3a 3an il enfegar**Eh da?? kullu tammam? S.

30-APR-2005

+49179917....

Berlin.



صار وجودنا فى القاهرة لأسابيع و شهور دون لقاء أمر محتمل و عادى .. و هو ما حدث فى الشتاء التالى فقد مكثت بالقاهرة لأربع شهور لم نلتقى خلالها سوى مرتين .. فعلنا ذلك بكامل رغبتنا.. كانت الجذوة قد انطفأت مخلفة رماداً و بقايا ذكرى يلوح طيفها بين الحين و الحين.. بضع رسائل هاتفية حميمة فقدت حرارتها بالتدريج و جاء آخرها بارداً
kull sana winta tayyib ya yasser! sorry , i know i am late, but just remembered.... 3amel eh? inta fen ? Hashufak abl masafra tani? I hope so.
S.

16-mar-2006
11:53:25
+2010 90054.....

القاهرة

لم نلتق بالطبع و لا أعرف لماذا لم نلتق و لماذا بالطبع .. لم أرد سوى الإحتفاظ بهذه الرسائل التى أحتفظ بها إلى حين .. ليست هى كل ما تبقى .. مازال لدى ألبوم صور خطت فوقه كلمات تحمل طزاجة أحاسيسها قبل رحيلها الأول " والأخير" به بعض صورنا معاً فى عدة أماكن و مع بعض اصدقاء .. حقيبتها و وسادتها ملفوفة فى تنورتها التى أعجبتنى و قميص أهدته لى عليه اسم مدينتها .. برلين و بسمتى كلما تذكرت ما حدث و ..فقط




# هذه الرسائل تم نقلها كما هى دون تصحيح لما ورد بها من أخطاء

* الإشتر : القشدة( القشطة)1
** enfegar : حادثة إنفجار الأزهر